سجّلت العملة الأوروبية الموحّدة “الأورو”، أمس الأحد، تراجعا ملحوظا في السوق الموازي لصرف العملات الأجنبية، بالجزائر العاصمة، حيث انخفض إلى مستوى 207 دينار لكل واحد “أورو”، عند الشراء و 205 دينار عند البيع، بعدما كان عند مستوى 216 دينار عند البيع لكل واحد “أورو”، أي بانخفاض قدره ٩ دنانير، في حين سجّلت العملة الأوروبية في البنك المركزي الجزائري مستوى 147 دينار لكل واحد “أورو” عند البيع والشراء مع اختلاف طفيف.
ويعود تراجع سعر صرف العملة الأوروبية في السوق الموازي، والذي يعدّ المتنفس الرئيسي للجزائريين الراغبين في كسب العملة الصعبة خلال عمليات السفر إلى الخارج، كون البنك المركزي لا يمنح إلا مبلغا زهيدا لا يتجاوز 140 “أورو”، إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أوروبا، بسبب تخفيض وقطع روسيا لصادرات الغاز الطبيعي إلى “القارة العجوز”، خاصة وأن نسبة اعتمادها على المورد الروسي تفوق 40 من المئة، مما يجعل الصناعة الأوروبية تحت رحمة موسكو بشكل كبير.
وإلى جانب ذلك، لعب ارتفاع سعر “الدولار” في الأسواق الدولية مقارنة بالعملات الرئيسية الكبرى، على غرار “الين” الياباني و”الأورو”، دورا في تراجع العملة الأوروبية أمام الدينار، الذي أصبح أكثر طلبا من الجزائريين مقارنة بـ “الأورو”، خاصة وأن كل التنبؤات تفيد باستمرار ارتفاع “الدولار” مستقبلا، نظرا للإجراءات التي من المنتظر أن يتخذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والمتمثلة في رفع سعر الفائدة 0.75 من المئة في المستقبل القريب.
ويتوقع بعض خبراء الاقتصاد إلى إمكانية استعادة “الأورو” لعافيته أمام “الدولار” وباقي العملات الأخرى، بشرط اتخاذ إجراءات جريئة، في مقدّمتها العدول عن حظر وارداتها من النفط الروسي، وقيام البنك المركزي الأوروبي برفع سعر الفائدة إلى مستويات مشجّعة، من شأنها مكافحة التضخّم المهول الذي تعيشه القارة منذ فترة.